
دخلت مملكة تايلاند مرحلة من التأمل العميق والحزن الممزوج بالاحترام، إثر رحيل صاحبة الجلالة الملكة سيريكيت، الملكة الأم– رمز العطاء الإنساني والأمومة، وواحدة من الشخصيات التي ساهمت محبتها وتفانيها الراسخ في صياغة ملامح الهوية التايلاندية الحديثة. وفي لفتة تقدير لرحلة حياتها المليئة بالخدمة والإخلاص للوطن والشعب، أعلنت الحكومة الملكية التايلاندية عن فترة حداد رسمي تبدأ في 25 أكتوبر 2025.
وخلال الأيام الثلاثين القادمة، سيتم تنكيس الأعلام الوطنية في الدوائر الحكومية، والمؤسسات العامة، والجامعات والمدارس في جميع أنحاء البلاد. وسيرتدي موظفو الدولة والعاملون في القطاع الحكومي ملابس الحداد لمدة عام كامل، بينما طلب من عامة الشعب ارتداء الملابس السوداء أو اعتماد الألوان الهادئة لمدة 90 يومًا. وتعبّر هذه الرموز، رغم طابعها الحزين، عن عمق الاحترام والمحبة التي يكنّها الشعب التايلاندي بأسره للملكة الأم الراحلة، التي لا تزال مساهماتها في مجالات الرعاية الاجتماعية والفنون وتمكين المرأة التايلاندية مثالًا يُحتذى به.
والجدير بالذكر أن الحكومة لم تصدر أي قرار بتعليق مظاهر الحياة العامة، إذ ستستمر الأنشطة الترفيهية والسياحية والتجارية بشكل طبيعي، ولكن ضمن أجواء يسودها الاحترام والوقار بما يليق بعظمة الحدث الوطني. وفي هذا السياق، دعت السلطات جميع المنظمين وأصحاب الفعاليات العامة والخاصة إلى تعديل أنشطتهم، وتخفيف الطابع الاحتفالي، بحيث تعكس البرامج روح التضامن والحزن الجامع الذي تعيشه البلاد. كما أعلنت هيئة السياحة في تايلاند عن تأجيل مؤقت للفعاليات الاحتفالية والمهرجانات الترفيهية خلال هذه الفترة، مؤكدة حرصها على أن تكون جميع الأنشطة الرسمية متناغمة مع مشاعر الشعب التايلاندي، ومعبّرة عن الاحترام العميق للملكة الأم الراحلة.
يُرحَّب بزوار تايلاند ترحيبًا حارًا خلال هذه الفترة، إذ تبقى البلاد مفتوحة بالكامل وجميع مرافقها من مواقع الجذب السياحي، وشبكات النقل، والمطاعم، والمتاجر تعمل بشكل طبيعي ودون انقطاع. ويُطلب من السياح فقط الالتزام بارتداء ملابس محتشمة ومحترمة، لا سيما عند زيارة المعابد والمواقع الملكية والمقار الحكومية، وأن يشاركوا الشعب التايلاندي روح الاحترام الهادئ التي تميّز الثقافة التايلاندية في لحظات التقدير الوطني والوفاء لرموزها. فهذه المرحلة ليست وقتًا للحزن فحسب، بل فرصة للتأمل في القيم العميقة للثقافة التايلاندية، حيث يلتقي الاحترام، واللطف، والتقاليد في تعبير واحد عن الوفاء والامتنان للملكة الأم الراحلة، التي كانت مصدر إلهام للتايلانديين وللعالم أجمع.
إن الإرث البهيّ لصاحبة الجلالة الملكة سيريكيت سيظل خالدًا في ضمير الأمة التايلاندية، فهي رمز للعطاء الإنساني، والإبداع، والرحمة التي احتضنت شعبها على مدى عقود. لقد انعكست رؤيتها الثاقبة ومحبتها العميقة للإنسان والطبيعة في كل زاوية من زوايا الحياة التايلاندية، لتغدو نموذجًا حيًا للأنوثة الحكيمة والقيادة المُلهمة. واليوم، بينما تتوحد تايلاند شعبًا وحكومة في تكريم ذكراها العطرة، تُعبّر المملكة عن امتنانها الصادق لأصدقائها وزوارها من مختلف أنحاء العالم الذين يشاركونها لحظة الوفاء هذه، ويقفون إلى جانبها في تأمل مسيرة ملكة كرّست حياتها لخدمة الوطن والإنسانية.
إن الحداد في تايلاند ليس انقطاعًا عن الحياة، بل هو طقس من الرقي والسمو، وتعبير عن الاحترام العميق والوفاء الصادق، وتجسيد لقيم الكرامة والوحدة الوطنية والرحمة التي غرستها الملكة الراحلة في وجدان شعبها. ما زالت هذه القيم الراسخة توجّه مسيرة المملكة وتلهم مستقبلها، لتبقى تايلاند بلدًا ينبض بالمحبة، والاحترام، والانسجام بين الإنسان والحياة.
للمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل مع هيئة السياحة في تايلاند على الرقم: +97143250184.
https://aetoswire.com/ar/news/3010202550438