تركيب حوضين صغيرين للمياه في قريتي تاويت وتهجر التابعتين لمحلية تلكوك بهدف توفير مصدر مستدام لمياه الشرب يخدم السكان على مدار العام
قامت مبادرة "ما بعد 2020" الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات وأطلقتها جائزة زايد للاستدامة وشركاؤها، بتوفير مصدر آمن للمياه لنحو 20 ألف من سكان قريتي تاويت وتهجر الواقعتين شرق السودان. حيث تم تركيب حوضين صغيرين للمياه يعملان بالطاقة الشمسية وفق نظام ضخ المياه الجوفية لتوفير 20 لتراً من المياه يومياً لسكان القريتين، وذلك بهدف تعزيز إمكانية الوصول إلى المياه، وتحسين مستويات النظافة والصحة لدى السكان.
وتم تنفيذ مشروع السودان من قبل شركة "براكتيكال أكشن" الفائزة بجائزة زايد للاستدامة عام 2017، وهي منظمة غير ربحية يقع مقرها في المملكة المتحدة، وتعمل ضمن عدد من المجتمعات لتطوير حلول مبتكرة ومستدامة للتغلب على التحديات التي تواجهها هذه المجتمعات.
وتقع كلتا القريتين في محلية تلكوك المكتظة بالسكان في ولاية كسلا. ويعتبر سكان تلكوك من الرعاة الرحل الذين يربون الماشية ويتنقلون موسمياً عبر مساحات شاسعة بحثاً عن أماكن ملائمة للرعي تتوفر فيها إمدادات المياه. ولقد أثرت سنوات الجفاف المتتالية والبيئة الصعبة على حياة السكان، الذين تكبدوا خسائر كبيرة في الثروة الحيوانية وواجهوا أخطار تهدد أسلوب حياتهم التقليدي. وقد أدى ذلك إلى تقليل الهجرة الموسمية لرعي الماشية وجعلها لمسافات أقصر، كما كان لذلك تأثيرات على أنشطة الزراعة التي يمارسها السكان والتي تعتمد على الهطولات المطرية بسبب عدم قدرتهم على التنقل.
وقد ساهم التغير المناخي في هذه المناطق إلى انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه الجوفية. كما ازدادت معدلات الفيضانات الموسمية، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية لإمدادات المياه، فضلاً عن تآكل التربة، وفقدان المحاصيل والماشية، وتدمير الغابات والمراعي.
وقالت سارة روبرتس، الرئيس التنفيذي لشركة "براكتيكال أكشن": "أود أن أتوجه بالشكر إلى مبادرة "ما بعد 2020" وشركائها والحكومة الإماراتية على دعمهم في توفير مصادر لمياه الشرب النظيفة وحلول الصرف الصحي بشكل سريع وفعال لخدمة المجتمع الريفي في منطقة مأهولة بالسكان ومتأثرة بتداعيات التغير المناخ في شرق السودان. ومن شأن هذه الخطوة أن تساهم في تحسين سبل الوصول إلى المياه التي تعتبر إحدى أهم الموارد التي يحتاجها الإنسان وبالتالي تحسين الخدمات العامة الأساسية بشكل عام". o
ويهدف هذا المشروع الإنساني في السودان إلى تحسين مستوى النظافة والحد من الممارسات غير الصحية التي تؤدي إلى تلوث مصادر المياه السطحية والجوفية، لا سيما خلال موسم الأمطار، وذلك لمواجهة الأمراض المعدية التي تنتقل بالمياه والحد من نسبها العالية، خاصة بين الأطفال. وقد أظهرت دراسة أجرتها "براكتيكال أكشن" خلال مرحلة التخطيط أن ما يصل إلى 21٪ من الأطفال في المجتمع المستهدف يعانون من أمراض الإسهال.
ويهدف مشروع مبادرة "ما بعد 2020" إلى معالجة مشكلة رئيسية أخرى تتمثل في المسافة الطويلة التي كان على القرويين، وخاصة النساء والأطفال، قطعها للوصول إلى مصدر المياه المحلي. وفي حال عدم توفر المركبات، سيتعين عليهم التنقل عبر التضاريس الوعرة سيراً على الأقدام، حيث تتراوح المسافة ما بين 2 إلى 4 كيلومترات، وغالباً ما تكون المنطقة حول ضفاف الدلتا الأكثر تسبباً بالأمراض المعدية المنقولة عن طريق المياه. ويتخلل هذه الرحلة عبور غابة أشجار المسكيت التي تتسبب بمخاطر صحية على الإنسان والماشية.
كما تم من خلال مشروع "مبادرة ما بعد 2020" في السودان تشكيل لجنة على مستوى المجتمع لإدارة خدمات النظافة والصرف الصحي، وذلك للعمل على رفع التوعوية بكيفية استهلاك موارد المياه بشكل آمن، وحلول النظافة والصرف الصحي، وتعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة. وتضم اللجنة نساء، حيث تبلغ نسبتهن 30%، وذلك لضمان أن تعكس القرارات مخاوفهن.
وسيتم تأسيس مرزعتين بإدارة نسائية لاستخدام المياه الفائضة عن حوضي ضخ المياه بالاعتماد على الطاقة الشمسية. ومن شأن ذلك أن يوفر للنساء فرصة لكسب الدخل، والحصول على أطعمة مغذية وخضار طازجة، بالإضافة إلى التدريب.
وتضم مبادرة "ما بعد 2020" عدداً من الشركاء البارزين، من ضمنهم صندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، وشركة "مصدر".
وقامت "مبادرة ما بعد 2020" حتى الآن بتنفيذ 14 مشروعاً قدمت حلولاً في مجالات الطاقة والصحة والمياه والغذاء، في كل من نيبال وتنزانيا وأوغندا والأردن ومصر وكمبوديا ومدغشقر وإندونيسيا وبنغلاديش والفلبين ورواندا والبيرو ولبنان، بالإضافة إلى السودان، و6 دول أخرى تم تحديدها لتنفيذ مشاريع ضمنها في المراحل المقبلة.
حول جائزة زايد للاستدامة
تعتبر جائزة زايد للاستدامة جائزة عالمية رائدة أطلقتها دولة الإمارات في عام 2008 تخليداً لإرث ورؤية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إرساء ركائز الاستدامة. تهدف الجائزة إلى دفع عجلة التنمية المستدامة والجهود الإنسانية من خلال تكريم الشركات الصغيرة والمتوسطة، والمنظمات غير الربحية، والمدارس الثانوية العالمية، التي تطور حلولاً تمتلك مقومات الابتكار والتأثير والأفكار الملهمة ضمن فئات الجائزة وهي الصحة، والغذاء، والطاقة، والمياه، والمدارس الثانوية العالمية.
وقد ساهمت الجائزة عبر تكريم 96 فائزاً حتى الآن في إحداث تأثير إيجابي في حياة أكثر من 378 مليون شخص حول العالم.
https://www.aetoswire.com/ar/news/zsp221220220006-1